Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر October 9, 2023
A A A
المحامي جبارين لموقع المرده: هذه هي دلالات عملية “طوفان الأقصى”
الكاتب: ديانا غسطين - موقع المرده

 

في عملية “غير متوقعة”، وجهت حركة حماس ضربة اقل ما يقال فيها انها موجعة للعدو الإسرائيلي، فغيرت قواعد الاشتباك وسطرت فصلاً جديداً من فصول اذلال جيش الاحتلال الإسرائيلي.

فكيف يكن تقييم هذه العملية وما هي دلالاتها؟

في السياق، يقول امين سر المنظمة العربية للمحامين الشباب المحامي احمد جبارين انه “لا يمكن وصف طوفان الأقصى بردة الفعل الغاضبة، بل بكل تأكيد أن هذا الطوفان جاء بعد إعداد العدة وتجهيز صفوف المقاومة ودراسة عسكرية عميقة لمنطقة غلاف قطاع غزة وقدرات المقاومة وما يقابلها لدى الإحتلال وردات الفعل الإقليمية والدولية”.
ويضيف في حديث لموقع المرده “لا يمكن تقييم العملية بشكل كامل حتى اللحظة في ظل إستمرارها وتصريح قيادة المقاومة الفلسطينية بوجود مفاجآت ستنفذها بحق العدو الصهيوني ووصفها للمرحلة الحالية بأنها بداية الطوفان في إشارة منها إلى توسيع نطاق هذه العملية جغرافيا وعسكريا. لكن تمكن المقاومة من تجاوز الحدود الإسرائيلية التي تحيط القطاع وتنفيذ عمليات إقتحام بري نتج عنها سيطرة كاملة على كافة مستوطنات غلاف غزة بمحيط يزيد عن الأربعين كيلو مترا، وإلحاقها العدد الكبير من الخسائر البشرية في صفوف جيش الإحتلال ومستوطنيه بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي له دلاله واضحة على قوة وقدرة المقاومة في نجاحها بتوجيه ضربة مباغتة وقاتله وغير مسبوقة في الكيان الصهيوني، ما جعل هذا الأخير في حالة تخبط إستراتيجي غير مسبوق مستمرة حتى اللحظة، ما يدل على تفاجئه الكامل وعدم قدرته على اختراق صفوف المقاومة إستخباراتيا، وعدم تهيئة جيشه لهذا النوع من العمليات، التي وصفها في ساعاتها الأولى بالحرب الشاملة. فالحكومة الإسرائيلية ظنت أنها تستطيع التفاهم مع حماس في غزة، والتعايش سياسيا معها بين المد والجزر، وهذه كانت إحدى نقاط الضعف السياسي للصهاينة وقعوا فيه في شرك ذكاء حماس من خلال ما اوهمت فيه الإحتلال بأنها تسعى لابرام اتفاقيات وتفاهمات سياسية تخدم مصالح إدارتها للقطاع”.

المحامي جبارين الذي يؤكد أن المقاومة الفلسطينية اليوم هي صاحبة القرار في تصعيد العمليات أو إختيار سبل التهدئة المقرونة بالتفاهمات والمكاسب السياسية، يرى ان المقاومة بعناصرها كافة ومن كافة الفصائل دخلت مربعا جديدا في تاريخ الصراع وإنتقلت نقلة نوعية في ميزان القوى والمجابهة وصنع القرار السياسي وفرضه في المنطقة وربما في الإقليم الأوسع”.

ويتابع “حركة حماس بشكل خاص وبعد نجاحها في قيادة هذا الطوفان أصبحت قوة إقليمية ثقيلة في ميزان القوى، وما أضاف لهذا قوة، تمكنها من أسر المئات من الجنود والمستوطنين الأمر الذي بدوره سيضع قرار التسوية بيد حماس وربما نشهد تبييضا للسجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين، وهذا سيضع المقاومة أجمع وحماس خاصة في صفوف الإجماع والإلتفاف الشعبي الفلسطيني والعربي وبكل تأكيد سيكون هناك مكاسب على المستوى السياسي والإقتصادي في غزة وربما ستستطيع حماس من فرض شروطها بقوة هذه المرة فيما يخدم مصالحها ومصالح المقاومة في غزة والضفة”.

وعن امكانية مساندة حزب الله للمقاومين في فلسطين قال “هذا السؤال أجاب عنه حزب الله وضوحا، من خلال توجيهه ثلاث ضربات صاروخية على مواقع متفرقة في مزارع شبعا صباح الثامن من تشرين الأول وتبنيها صراحة في تجاهل كامل للتحذيرات الأميركية، أضف لذلك خطاب السيد صفي الدين الذي صرح فيه وضوحا “نحن لسنا على الحياد” في إشارة واضحة بأن المقاومة في جنوب لبنان شريك حقيقي وإستراتيجي للمقاومة الفلسطينية”.
ويختم قائلاً “هذا كله أيضا يتضح في مدى القوة والقدرات العسكرية الموجودة لدى المقاومة الفلسطينية التي لا شك بأن لحزب الله يد في تطويرها ودعمها”.

هي ارادة شعب صبر حتى بات قادراً على مواجهة محتليه، فجاء طوفان الاقصى ليظهر ان اصحاب الحق والارض لهم دائماً الكلمة الفصل. فهم لن يتراجعوا او يستسلموا حتى تعود فلسطين، كل فلسطين لأهلها.