Beirut weather 29.41 ° C
تاريخ النشر July 6, 2025
A A A
الشيخ قاسم: الدفاع عن بلدنا سيستمرّ لو اجتمعت الدنيا بأسرها

ألقى الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم كلمة في ختام مراسم يوم العاشر من محرم قال فيها:

“نحن في لبنان نُواجه العدو الإسرائيلي للدفاع عن بلدنا ‏ومقاومتنا، وهذا الدفاع سيستمر، ولو اجتمعت الدنيا بأسرها من أولها إلى آخرها، لأننا نُؤمن أن ‏التحرير واجب، ولو طال الزمن، وكثرت التضحيات. كيف تُريدوننا ألا نقف بهذه الصلابة، والعدو ‏الإسرائيلي لا زال يعتدي، لا زال يحتل النقاط الخمسة، ولا زال يدخل إلى الأراضي ويقتل؟ قَتل في ‏النبطية، وقَتل في خلدة، وقَتل في أماكن مختلفة، وقصف وروّع الأهالي والسكان والأطفال”.

 

وتابع: “هذه المقاومة نحن مسؤولون أن نُتابعها، وأن نحفظ الأمانة. لن نكون جزءًا من شرعنة الاحتلال في لبنان وفي المنطقة، لن نَقبل بالتطبيع، الذي هو تنازل ومذلة للمطبعين مع العدو الإسرائيلي، وسيرون أن النتائج سلبية عليهم من إسرائيل وأمريكا. خيارنا خيار حسيني، خيار الشعب خيار حسيني، هذا الشعب الهادر لا يقبل الظلم والاستسلام. نحن حفظة الأمانة، نحن سنستمر، نحن سنواجه، وهيهات منا الذلة. ثانيًا، اتفاق وقف إطلاق النار محطة يُفترض فيها أنها أوقفت حربًا، وأن تُوقف العدوان الإسرائيلي، تجاوزه العدوان بخروقاتٍ بالآلاف، ودعم أمريكا هذا العدوان. وبالتالي، هم دائمًا يعملون على تهديدنا، ويُروجون بأن علينا أن نخضع إذا لم يكن هناك اتفاق جديد، أو إذا لم تكن هناك خطوات منا إليهم. هذا التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام. لا يُقال لنا: لينوا مواقفكم، بل يُقال للعدوان: توقف. لا يُقال لنا: اتركوا السلاح، بل يجب على أولئك الذين يتفرجون أو يُضيقون علينا أن ينضموا إلى منظومة الدفاع برعاية الدولة التي عليها أن تتصدى بكل الوسائل إن لم تنفع الدبلوماسية. إن استباحة العدوان والقتل والجرائم الإسرائيلية الأمريكية يجب أن تتوقف. لِيكن معلومًا وواضحًا: إسرائيل هي المشكلة وليست المقاومة. المقاومة هي حلٌ من الحلول، وبقاء إسرائيل أزمة حقيقية يجب أن نُواجهها”.

أضاف: “نحن أمام مرحلتين متتاليتين: المرحلة الأولى الاتفاق، والمرحلة الثانية تطبيق القرار 1701. موقفنا أننا مع الانتهاء من المرحلة الأولى. أولًا، يجب على إسرائيل أن تُطبق الاتفاق: أن تنسحب من الأراضي المحتلة، أن تُوقف عدوانها، أن تُوقف طيرانها، أن تُعيد الأسرى، أن يبدأ الإعمار. عندما تتحقق مفردات الاتفاق والمرحلة الأولى، نحن حاضرون للمرحلة الثانية، حاضرون لِنناقش الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية، حاضرون لِنرى كيف يكون بلدنا قويًا في الاقتصاد والعسكر والأمن والسياسة وبناء الدولة. نحن حاضرون لكل شيء، ولدينا من المرونة ما يكفي من أجل أن نتراضى، ومن أجل أن نتوافق. لكن، اتركونا وحدنا. نحن نتفق ونُعطي النتيجة، لا تعنينا معادلة أمريكا وإسرائيل التي تُهدد بالقتل أو الاستسلام. حاليًا، اليوم توجد معادلة يقولون لنا: إما أن نقتلكم، وإما أن تستسلموا. هذه المعادلة سخيفة بالنسبة لنا، قطعناها منذ زمن، وخلصنا منها منذ زمن. نحن لدينا معادلة ثانية، هي التي نسير بها: حقوقنا أو باطلهم. نحن متمسكون بِحقوقنا، وإذا استلزم من أجل تحقيق حقوقنا أن نُستشهد أو أن نَنتصر، فنحن حاضرون لإحدى الحُسنيين، لكن لا يوجد محلّ للاستسلام. لا تُناقشوا إمكاناتنا، ولا تُناقشوا قدرتنا، ولا تُناقشوا عواطفنا ومشاعرنا. عليكم أن تنظروا إلى أمر واحد: نحن رجال الميدان، بين السِلّة والذِلّة، هيهات منا الذلّة”.

وتابع: “ثالثًا، أُعلنُ باسم حزب الله أننا مستعدّون للخيارين: مستعدّون للسلم وبناء البلد، وبذل أقصى الطاقة والتعاون بما التزمنا به، ومن أجل النهضة والاستقرار. ونحن جزء لا يتجزأ من سلام لبنان، وبناء لبنان، وعزّة لبنان، كما أننا مستعدّون للمواجهة والدفاع. نحن قومٌ لا نُهزم ولا نخضع، نحن قومٌ لن نتخلّى عن بلدنا وأرضنا، لن نتخلّى عن كرامتنا، لن نتخلّى عن حقوقنا، سندافع بلغ ما بلغت هذه التضحيات. لا تظنّوا أننا جماعة ليس لدينا العِزْوة والاجتماع والقوة والفعالية. يكفينا شرفًا وسعادة وتوفيقًا أننا في حزب الله وحركة أمل على قلب واحد، في كل بيت، وفي كل شارع، ومع كل بندقية، وفي كل مواجهة. يكفينا أننا في بيئتنا، سواء كان الناس من المتديّنين أو غير المتديّنين، هم بيئة واحدة تحت ظلّ المقاومة. يُشرفنا أن لنا أنصارًا من المكوّنات الأخرى أيضًا، يُشكّلون رديفًا مهمًّا وأساسيًا. من الذي يمنع إسرائيل من أن تدخل إلى القرى وتقوم بإنزالات وتقتل الشباب والنساء والأطفال في داخل بيوتهم، لو لم تكن هناك مقاومة عندها قدرات معيّنة تستطيع أن تُدافع بالحدّ الأدنى؟ هل يمكن أن نقبل بأن نتخلّى عن قدرة دفاعنا؟ نحن لا نقبل أن نعيش في لبنان في سجن كبير، بل في بلدٍ حرّ وعزيز وسيّد ومقاوم. وهذا هو الشرف الذي نعمل لأجله”.

وقال: “ننتقل إلى نقطة أخرى، وبِبرقيات سريعة، لا بدّ من توجيه تحية حقيقية إلى أهل غزة وفلسطين على هذه العطاءات العظيمة، وعلى هذا الصمود. تحية إلى الشهداء والجرحى والأسرى، وإلى الشعب المعطاء. أنتم من أشرف الشعوب الموجودة في العالم، قدّمتم ما لم يُقدّمه أحد أمام هؤلاء الجلاوزة من الإسرائيليين والأمريكيين الذين يُجوّعون الشعب، والذين يقتلون الناس رجالًا وأطفالًا ونساءً. هؤلاء من البشر المتوحّشين، أمّا أنتم من خِيرة أهل الأرض لأنكم تتحمّلون وتَصبرون وتستمرّون بالمقاومة، وهذا شرفٌ عظيم. ستبقى فلسطين لأهلها، حقًّا لشعبها، ونحن نُؤمن بتحريرها، وسنبقى إلى جانبكم، وسنعمل كل ما نتمكّن من أجل كرامة هذه الأمة وهذه المنطقة. وتحية أيضاً إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى راية الحقّ والمستضعفين وتحرير فلسطين”.