Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر April 11, 2025
A A A
الدكتور ادولف عبد الله مثل النائب فرنجيه في اللقاء التوجيهي لمواجهة الانحراف الاجتماعي بالقيم والأخلاق

شارك مدير كلية العلوم الاقتصادية وادارة الاعمال – الفرع الثالث مسؤول قطاع الجامعة اللبنانية في تيار المرده الدكتور ادولف عبد الله ممثلاً النائب طوني فرنجيه في اللقاء التوجيهي الذي نظمه معهد العلوم الاجتماعية الفرع الثالث

برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسّام بدران، بعنوان “منحنيات السلوك :كيف نواجه الانحراف الاجتماعي بالقيم والأخلاق”.

شارك في اللقاء مفتي طرابلس الشيخ امام، رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، كما حضر المرشد العام للمرشدية العامة للسجون في لبنان الاب جان مورا، القائمقام ايمان الرافعي، العميدة البروفسورة مارلين حيدر ممثلة رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، مستشار رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور نديم منصوري، المقدم الياس إبراهيم ممثلا قائد منطقة الشمال في الامن الداخلي، الشيخ صفوان الشعّار، الأب جوزف العنداري والسيّد بدوي السبع.

استُهل اللقاء بكلمة ترحيبية من مديرة المعهد البروفسورة وديعة الأميوني، أكدت فيها التزام المعهد بدوره التربوي والاجتماعي في تعزيز الوعي الأخلاقي والحدّ من مظاهر الانحراف، خاصة في ظل التحديات التي يعيشها الشباب اللبناني، وشددت على أهمية ترسيخ القيم الأخلاقية في مواجهة تحديات الانحراف السلوكي المتزايد في المجتمع. ثمّ تحدثت عميدة معهد العلوم الاجتماعية البروفسورة مارلين حيدر، مشيدةً بالمبادرات التوعوية في نشر القيم الاخلاقية وتعزيز الحوار بين مكوّنات المجتمع، وركّزت على البعد الوطني والإنساني لمثل هذه المبادرات، وضرورة التكامل بين العلم والقيم في تربية الأجيال، مؤكدةً دور المؤسسة التعليمية في صناعة التغيير الاجتماعي الإيجابي.

المفتي محمد امام القى كلمة أعتبر فيها أن الانحراف لا يبدأ من سلوكٍ سيّئء بل من غياب المرجعية الأخلاقية في حياة الإنسان. وأكّد أن الدين لا يجب أن يُختزل في المواعظ والنصوص، بل يجب أن يُترجم إلى سلوك يومي في التعامل مع الآخر، وفي احترام القانون، وفي نبذ العنف والتعصّب، واعتبر أن أخطر ما نواجهه اليوم هو تراجع الوازع الداخلي، وعلينا أن نعيد للضمير دوره التربوي، فكل إصلاح يبدأ من الذات. وشدّد على أن القيم الأخلاقية لا تُختصر في دين واحد أو فئة واحدة، بل هي لغة جامعة بين الأديان والمجتمعات.

من جهته تطرّق المطران يوسف سويف الى أهمية التربية المبنية على المحبة والغفران والكرامة الإنسانية، معتبرًا أن الانحراف غالبًا ما ينشأ من غياب الشعور بالانتماء والقبول، “ولكن حين يشعر الشاب أنه مسموع ومُحترم، ينمو بداخله حس المسؤولية .لذلك فإن دور الأسرة والمدرسة والكنيسة والمسجد، هو أن تبني الإنسان أولًا، قبل أي وظيفة أو نجاح خارجي”.

 

كما شهد اللقاء مداخلة توعوية من المحامية برنادت فضل الله، التي تحدّثت عن تجربتها مع المرشديّة العامة للسجون في لبنان وعن تزايد أعداد الطلاب الذين وقعوا ضحية للمخدرات، مشيرة إلى التأثيرات السلبية الكبيرة لهذه الآفة على حياة الشباب. وأكدت على أهمية اتخاذ قرارات حكيمة والابتعاد عن التصرفات التي قد تؤدي إلى التورط في قضايا قانونية أو السجن. كما استعرضت بعض الطرق التي قد تعرض الطلاب لمخاطر المخدرات، داعية إلى ضرورة توخي الحذر والوعي.

كذلك تناول المحامي يوسف الدويهي، من زاوية قانونية العلاقة بين الانحراف والثغرات الحاصلة وتطرّق الى موضوع المخدرات وحوادث السير والتنمّر والأصدقاء ذوي العشرة السيئة وألعاب الميسر، ومواقع تسيء الى الاداب العامة ويجب تجنّبها. وختم بأن ظروف إجتماعية ومادية وتربوية قد تؤدي للدخول إلى السجن الذي من المفترض أن يكون مكان للإصلاح وليس للعقاب، “علماً أن كرامة الإنسان مهانة في السجون اللبنانية نظراً لأوضاعها الصعبة متمنياً عدم تعريض أنفسنا وأهلنا لهذه التجربة المرّة التي تنطبع في ذهن أقرب الناس إلينا ومجتمعنا في حال وصولنا إليها لا سمح الله”.

واختُتم اللقاء بشهادة حياة مؤثّرة قدّمها ميشال مسعود، تحدّث فيها عن انزلاقه في مسار خاطئ خلال شبابه، قبل أن يجد طريقه نحو التغيير من خلال احتضان عائلته ودعم مرشديه الروحيين والاجتماعيين، مؤكدًا أن “الفرصة الثانية ممكنة عندما يجد الإنسان التيمان والانسانية”، شاكراً القيّمين على معهد العلوم الإجتماعية في الشمال لإتاحة الفرصة لمناقشة هذه المواضيع الهادفة مع الطلاب.