Beirut weather 25.41 ° C
تاريخ النشر July 28, 2024
A A A
الخورأسقف فرنجيه: إنه أمر مرفوض أن يُهان المسيح من أي دولة كانت

 

في الاحد الحادي عشر من زمن العنصرة، احتفل الخورأسقف اسطفان فرنجيه بالذبيحة الإلهية في كاتدرائية مار جرجس عاونه الخوري حنا عبود والشماسان إدوار فرنجيه ووليام المكاري، وكانت مناسبة لإزاحة الستارة عن تمثال مريم العذراء سيدة لورد والقديسة برناديت سوبيرو ومباركة المزار الجديد على “الكتلة”، وقد حضر القداس المغترب الإهدني ريمون أنطوان جبران الذي تبرع بتشييد المزار لراحة نفس المرحوم سايد يوسف يعقوب الحج، السيدة رندا جواد بولس، السيدة جويا توفيق معوّض، النّحات نايف علوان، الى جانب عدد من الفعاليات الإجتماعية واللّجان الرعويّة وحشد من المؤمنين.

بعد تلاوة الإنجيل، كانت عظة للخورأسقف اسطفان فرنجيه قال فيها :” اليوم يكون الخلاص لهذا البيت، ولكن للأسف أصبحنا في زمن لم يعد شعبنا المؤمن مَعنيّ ومُهتمّ بموضوع الخلاص، البعض
منا يقول إنَّ إلهنا رحوم وحنون” وأنا ما عامل شي وما بعمل شي” لأن الكثير من الناس لا يَروا ضعفهم وخطاياهم، تعددت الخطايا إن
كانت بالفكر والإهمال والفعل، علينا العمل جاهدين لنكون جنود في مشروع الله الخلاصي ومقتضين بمثل الوزنات. ”

مضيفاً:” الكثير من الناس لا يهمّهم خلاص نفوسهم ولا خلاص أولادهم، والبعض يتعايش بحسب العادة، البعض الآخر ليس لديه إيمان فيعتبرون أن الإنسان عندما يموت لا وجود للحياة الأبدية.
منذ القِدم، الإنسان كان يخاف من الله، معتبراً إياه كالبرق والرعد، لكن مع يسوع اتّضحت هذه الفكرة البشعة، فأضحى إنسان وكلمة، وموجود في سر القربان”.

وتابع:” زكا العشار كان مكروه لأنه كان يطلب المال من أجل الدولة.
زكا سَمِعَ عن يسوع وفرح بكلامه، كلام الخلاص.
زكا سعی لیری یسوع بالرّغم من زحمة الحضور، حاول بالرّغم من رفاهية حياته، كان في قلبه فراغ، فما كان منه إلا أن سعى ليملئ هذا الفراغ، لم يستحِ، يُريد أن يرى يسوع، فكان جواب يسوع أعظم بكثير : “بدّك فشخة يا زكا، أن بدي إعطيك ميّة لأنك حاولت وسعیت، مش بس حتشوفني، رح كون ضيف ببيتك رغم كل الإنتقاضات للي بدي اسمعها”.
يسوع تخطى كل أقوال النّاس ونظرتهم تجاه زكا العشار الذي هو ابن ابراهيم، ابن الإنسان، هو خليقة الله، وعندما قال زكا ليسوع: “يا رب أنا أعطي نصف أموالي للفقراء، أجابه يسوع:” اليوم تم الخلاص لهذا البيت”.
نحن اليوم نُصلي لكي تكون لنا رغبة بالخلاص، نحن لا نتقيّد بالنّاس إنما الخلاص هو بكلمة يسوع وجسده. الخيار أن نسعى إلى خلاص نفوسنا، أن نرى هذا العالم “لا شيء” لنربح المسيح كمار بولس.

ثم قال: “الأحد القادم، اهدن ستكون مُحتفلة بطوباويها الجديد، فقداسة البابا فرنسيس سيعلن في الثاني من آب، البطريرك اسطفان الدويهي طوباوياً، هو ابن اهدن، ابن الكنيسة المارونية، ابن لبنان.
علينا أن نسعى ونستفيد من هذا الحدث الروحي الكبير.
في الثاني من آب ستفتح السماوات أبوابها وتشهد للبطريرك الدويهي الذي سعى هو أيضاً ليُعايِن الله وجعل الآخرين يعاينونه ايضاً بأعماله وكتاباته، صانعاً كلّ شيء في حياته وِفقاً لقلبِ الله.
علينا أن نسعى ونستفيد وأن نكون مشاركين في احتفالات التطويب”ما نقعد عالتلفزيون”.
في الثّاني والثّالث من آب هو عرسُ البطريرك اسطفان الدويهي الإهدني، هو عرس اهدن، لذلك علينا أن نكون بالقرب من عريسنا في عرسه الروحي.

وأضاف:” نتمنى من الجميع، من أبناء وبنات إهدن، بلدة الطوباوي الدويهي الذي أحبّها وترك روما ليكون فيها ويخدم شعبها ويعلمهم، هذه البلدة التي تتسلّط الأضواء عليها من كل محطات التّلفزة من كل
أقطار العالم، هدفنا واحد أن نكون على مثال قامة هذا البطريرك العظيم ” ما نْزلو لعِنا، نِطلَع نحنا لعندو” فيكون علامة نور الإيمان تُنِير بيوتنا ودروبنا. كتب” منارة الاقداس، هذا الكتاب الذي يشرح سر القربان.

متابعاً:” لقد شاهدنا ما قَدّمَتهُ فرنسا في الأوليمبياد ، لقد أهانوا العشاء السري، فيه جمع يسوع تلاميذه قبل آلامه، كثيرة هي الأوقات التي نُهين فيها القربان بأفعالنا، إنه شيء مرفوض أن يُهان السيد المسيح في أي دولة كانت، فعَدو يسوع مازال في العالم ويأتيَنا بلباس الحملان، ركزوا على عدونا الحقيقي أي الشّرير “وما نلتهي ببعض”.
هناك أناسٌ أشرار يُخطّطون لضرب العائلة والكنيسة، يخطّطون لضرب كلّ شيء منذ القِدم حتى يومنا هذا.
نحن نُؤمن أنّ أبواب الجحيم لن تقوى على يسوع، من ألفين سنة صلبوه وعندما وضعوا الحجر على باب قبره، اعتبروا أنّ أمره انتهى، سنردّ عليهم في الثّاني من آب ونقول لهم أبواب الجحيم لن تقوى علينا، سنبقى بالقُرب من يسوع وتلاميذه، سنبقى بالقُرب من كلّ شخص يُعلّم تعاليم الكنيسة، من رأس الهرم قداسة البابا فرنسيس، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، كلّ أسقف، كلّ كاهن. ”

وختم :” أتمنى من الجميع أن نُشارك باحتفالات التّطويب ، كما اتمنى من الجميع التّعاون مع الإجراءات الأمنية المُشدّدة المُتّبعة خلال احتفالات التّطويب في اهدن مِن قِبَل الجيش اللّبناني وقوى الامن الدّاخلي مشكورين، نتجاوب مع كلّ التّدابير لخير المؤمنين والزوار بكلّ محبة وصبر.
بتطويب الدّويهي سنعكس وجه ” اهدن الحلوي للي حَبْها البطريرك اسطفان الدّويهي”.

وبعد القداس، توجّه الخورأسقف فرنجيه والكهنة والمؤمنون الى “الكتلة” وتم إزاحة الستارة عن تمثال مريم العذراء سيدة لورد والقديسة برناديت سوبيرو، ثم بارك الخورأسقف فرنجيه المزار الجديد وكان زياح العذراء وسط جوٍ من الصلاة والخشوع.