Beirut weather 9.65 ° C
تاريخ النشر February 4, 2025
A A A
التأليف مسؤولية الرئيس والولادة تتطلَّب التسهيل!
الكاتب: صلاح سلام

كتب صلاح سلام في “اللواء”

أحمد الشرع رئيس سوريا الجديد في المملكة السعودية أمس، وتوافَق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على إستمرارية الدعم والتعاون، وغداً في أنقرة للقاء الزعيم التركي الطيب أردوغان.
رئيس وزراء العدو بنيامين نتيناهو في البيت الأبيض مكرماً بكونه أول مسؤول رسمي أجنبي يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لبحث مرحلة ما بعد الحرب في غزة، وترتيبات تنفيذ الإتفاق الأمني مع لبنان، بالإضافة طبعاً إلى زيادة المساعدات العسكريّة الأميركية للدولة الصهيونية.
إندلاع حرب إقتصادية عالمية بين الولايات الأميركية وكندا والصين والمكسيك، وتداعياتها ستؤثر على حركة التجارة الدولية.
أهالي غزة مهددون بترانسفير جديد على إيقاع ترامبي متطرف، ومضاعفات مثل هذه الخطوة الخطيرة على القضية الفلسطينية عامة، وعلى الوجود الفلسطيني في لبنان خاصة، بما يعني العودة إلى الحديث عن التوطين.
كل هذه التطورات الدراماتيكية المتسارعة في العالم، وإنعكاساتها السلبية على العالم، ولا سيّما على الإقليم ولبنان، لم تدفع الأطراف السياسية في الوطن المنكوب إلى إعادة النظر بمواقفها، وتسهيل الولادة الحكومية، والإنصراف إلي تحصين الوضع اللبناني من التسونامي الترامبي الذي يجتاح العالم هذه الأيام، ويهدد بتغييرات واسعة في الجغرافيا السياسية، والأسس التي قامت عليها العلاقات الدولية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.
رُبَّ قائل أن تأليف الحكومات في لبنان يستنفد فترات مديدة من الزمن، تمتد في معظم الأحيان أشهراً طويلة، خاصة في مرحلة ما بعد الخروج السوري من لبنان، حيث تراوحت مدد الأزمات الوزارية بين خمسة أشهر، وأحد عشر شهراً، تبقى البلاد خلالها أسيرة الفراغ والتعطيل المتعمد.
مثل هذا الكلام صحيح جداً، ولكن لا يصح تعميمه في المراحل الواعدة المقبلة، لأن التجارب الفاشلة لا تصلح لصناعة المستقبل، بل العكس هو الصحيح، حيث تكون الممارسات الخاطئة هي التي توصل البلد إلى الإنهيار والأزمات والإفلاس، كما هو حال البلد راهناً.
إن الظروف الصعبة التي يمرُّ فيها لبنان تتطلَّب إنجاز تأليف الحكومة اليوم قبل الغد، لتعزيز قدرة البلد على التصدي للمواجهات مع العدو الإسرائيلي، والذي مازال يناور لتأخير الإنسحاب من الأراضي اللبنانية، ويمعن في سياسة التدمير والتخريب لمرافق الحياة الحيوية في القرى الأمامية.
مسؤولية التأليف يتحملها الرئيس المكلف، حسب الدستور، ولكن الولادة الحكومية تبقى أمانة وطنية في ذمة القيادات السياسية والحزبية، التي إعتادت العرقلة والتعطيل، عوضاً عن التسهيل، وتناتش الحقائب الوزارية ولو على حساب مصلحة الوطن وإستقرار مواطنيه.