Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر March 9, 2025
A A A
البطريرك الراعي: آن الأوان لأن يستعيد لبنان دوره العربي ويعود إلى موقعه الطبيعي

قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة قداس اليوم الاحد في بكركي: الخدمات التنموية وتحسين سبل العيش تدعم الاستقلال الاقتصادي وتحسن الظروف المعيشية، وتوفّر التدريب المهني للشباب والنساء بهدف تحسين فرص العمل.

وأضاف: الأبرص بإنجيل اليوم يمثّل كلّ شخص منبوذ في العائلة والمجتمع لأسباب حسيّة أو معنويّة أو روحيّة، وحده المسيح يستطيع إخراجه من عزلته. لقد صالح الربّ ذاك الأبرص مصالحة حسيّة بتطهيره من برصه، ومصالحة روحيّة بإزالة خطاياه، ومصالحة إجتماعيّة، إذ أمره أن يذهب إلى الكاهن الذي يعلن شفاءه، ويردّه إلى الجماعة، ويقدّم قربان الشكر لله. هذا ما يجري عندما نتصالح مع الله بالتوبة والإعتراف.

وتابع: الصوم هو زمن المصالحة الشاملة، زمن الشفاء؛ فالربّ هنا بنعمة الفداء لهذه الغاية. في كلّ يوم جمعة من زمن الصوم نحيي تذكار آلام الفادي، للدلالة أنّ شفاءنا ينبع من جرحه الخلاصي. كلّ واحد منّا يعاني من برص ما، روحيّ أو حسّيّ، أو معنويّ أو ماديّ، أو خلقيّ أو اجتماعيّ. وحده يسوع يأتي إلينا، متضامنًا معنا، شافيًا ومصالحًا، فنحمل هذه البشارة الجديدة للّذين ما زالوا في برصهم، كما فعل الأبرص.
زمن الصوم يصالحنا مع الله بالتوبة إليه والاعتراف بخطايانا؛ ويدعونا لنكمّلها من كلّ القلب، وتجنّب الغضب والانتقام، والتحلّي بالقدرة على الصفح، والعمل على إحلال العدالة والسلام، ورفع الظلم والتعدّيات، واحترام حقوق الغير، وحفظ كرامتهم.

وقال: مصالحة الأبرص مع ذاته ومع الله ومع المجتمع هي صورة عن المصالحة الوطنيّة، وهي رسالة واضحة عن لبنان الساعي إلى استعادة موقعه ودوره في العالم العربيّ. لقد آن الأوان لأن يستعيد لبنان دوره العربيّ، ويعود إلى موقعه الطبيعيّ ضمن الجماعة العربيّة، من خلال استعادة شرعيّته الميثاقيّة، والسعي إلى استعادة شرعيّته العربيّة بالتعاون مع الدول الشقيقة، تمهيدًا لعودته الكاملة إلى الشرعيّة الدوليّة.
لبنان الجديد: حياد إيجابيّ وانفتاح على العالم. بهذه الصفة يكون لبنان “وطن لقاء”، وليس “ساحة صراع”. وهو ما ينسجم مع تاريخه كدولة قائمة على التعدّديّة والتفاعل الثقافيّ، وعلى الحريّة والحداثة والإبداع. وهي القيم التي يمكن أن تساهم في بناء مستقبل عربيّ أكثر استقرارًا وازدهارًا.