Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر September 9, 2017
A A A
الى اين ستتوجه القوات السورية بعد دير الزور؟
الكاتب: حسان الحسن - موقع المرده

 

بالرغم من الاهمية الحيوية والميدانية التي حققتها وحدات الجيش العربي السوري مع حلفائه في معركة فك الحصار عن دير الزور، والتي أفضت اولا الى فك الطوق الذي فرضه تنظيم “داعش” الإرهابي عليها على مدى نحو ثلاثة أعوامٍ ونيف، وثانيا الى ربط العاصمة والمدن السورية الكبرى مع اكبر مدن الشرق السوري واغناها اي دير الزور ،  فان الاهمية  الأساسية والفعلية  لهذه العملية تكمن في إسقاط الحصار المفروض على كامل حدود البلاد، وذلك استكمالا لمناورة استعادة السيطرة وتحرير الحدود التي تقوم بها وحدات الجيش العربي السوري،  وذلك بعد  نجاحها بتطهير الحدود اللبنانية – السورية، والمضي بالسيطرة على الحدود مع الأردن،  وعمليا بتحرير الحدود مع العراق والتي تأتي عملية دير الزور الاخيرة في هذا الاطار لناحية الحدود العراقية .
لقد أثبتت هذه العملية طاقة الجيش السوري وقدرته على التحرك في الجهات الأربعة من البلاد، ما يؤشر أنه قادر على استعادة باقي المحافظات الخارجة راهناً على سلطة الدولة في التوقيت المناسب من الناحيتين الميدانية والسياسية .

 

ولاريب أن العملية المذكورة، أسهمت في التمهيد لضرب مشروع تقسيم سورية، خصوصاً أنها تهدد بشكلٍ مباشرٍ إقامة “الكونتون الكردي”،  من خلال الضغط على محافظة الرقة وتطويقها، أي قطع الطريق على التمدد الكردي خارج محافظة الحسكة، حيث لا تزال مظاهر الدولة موجودة فيها حتى الساعة، من خلال  التواجد الاداري الرسمي الى حد ما لتسيير امور المواطنين، اكراد او عرب، ومع بقاء مراكز الأمن السوري والشرطة عاملة فيها .

 

وتعقيباً على ذلك، تعتبر مصادر في المعارضة السورية، أن عملية فك الحصار عن الدير، لا تمنع وحدها تقسيم البلاد، الا اذا استكملت القوات السورية تقدمها في إتجاه الحسكة الواقعة منتصف منطقة الجزيرة شرق سورية، بذلك تنهي حلم إقامة دويلة كردية بالشرق السوري، كذلك يتطلب إسقاط هذا “الحلم” قراراً دوليا سياسياً، ليس متوافراً في الوقت الراهن، برأي المصادر .

 

وتستبعد هذه المصادر ايضا  نشوء كيان كردي في سورية، في ضوء رفض مشدد من تركيا وايران والعراق ودمشق لقيام هذا الكيان، وفي السياق عينه، تؤكد مصادر ميدانية واسعة الإطلاع أنه لا يتوفر للأكراد عمق استراتيجي، رغم كل الدعم الأميركي لهم، وتعتبر أن المليشيات الكردية  مهما تجهّزت ووسعت نفوذها، قد تتداعى وتنهار أمام أي هجوم ينفذه الجيش السوري وحلفاؤه، بسبب عدم وجود قاعدة استراتيجية لهم كون تركيا تعارض بضراوة هذا الكانتون، ودائما برأي المصادر.

 

وفي الوقت عينه، ترى المصادر أنه من المبكر الحديث عن إمكان قيام القوات السورية بهجومٍ على الحسكة او أدلب، مشيرة الى أن وجهة تحرك هذه القوات المقبلة، على الأرجح ستكون ميدنتي البوكمال والميادين، إستكمالا لتحرير البادية وامتدادا الى الحدود مع العراق ، تختم المصادر .