Beirut weather 30.77 ° C
تاريخ النشر July 1, 2016
A A A
دعوة الى خروج لبنان من كازينو القمار الأميركي !
الكاتب: رؤوف شحوري - الأنوار

آلة الحرب مثل آلة التراكتور، تحتاج الى سائق متخصص في الجرف والكسح. وسائق آلة الحرب في المنطقة يطبق آليات عمل التراكتور من حيث البطء، والمراوحة في المكان نفسه لاقتلاع صخرة مستعصية، والعمل بطريقة خطوة الى الأمام وخطوتين الى الوراء، والتراجع حيناً الى الخلف تمهيداً للاقتحام والتقدم الى الأمام باندفاع أكبر! وصورة المشهد العام على امتداد المنطقة تعكس الحالة نفسها من حيث المراوحة في المكان نفسه أو في أمكنة عديدة، فيتقهقر بعض أطراف الصراع على جبهة ما ليتقدم على جبهة أخرى. والعكس صحيح أيضاً بالنسبة لأطراف الصراع المتقاتلة والمتذابحة دون هوادة! وهذا ينطبق على البلدان الملتهبة أو نصف الملتهبة أو الراكدة كما هي الحال في لبنان!
***

هذا الواقع يشير الى أن ساعة قرار الحسم لم تدق بعد، بمعنى التحرك الفعلي لإنهاء هذا الغليان المتمادي في المنطقة اما بالأسلوب العسكري، واما بأسلوب التفاوض، واما بالأسلوبين معاً بالتلازم! واذا كان الحفاظ على ستاتيكو الغليان يتم بالعمليات الساخنة، فان الحفاظ على ستاتيكو الفوضى السياسية في لبنان يجري بالوسائل الباردة عن طريق السجالات السياسية والمواقف المتناقضة! وكأن الجانب الدولي الذي يمسك بادارة لعبة القمار الدموية في المنطقة يريد ابقاء الوضع على ما هو عليه، الى أن يضمن ربح حصيلة اللعبة بكاملها! وذلك على طريقة الكازينو الذي قد يخسر عى هذه الطاولة أو تلك، ولكن ادارة الكازينو تكون هي الرابحة في النهاية!
***

الأسلوب الأميركي يقدم مثالاً صارخاً… الادارة الأميركية تريد ألا تتورط قواتها المسلحة بحرب مباشرة في المنطقة. وهي تزعم أنها تريد محاربة الارهاب التكفيري والقضاء عليه. وحاولت طويلاً احتضان ميليشيات ومرتزقة صنفتهم تحت عنوان الاعتدال، وفشلت المرة تلو الأخرى. وآخر محاولاتها الاشراف مباشرة على انشاء جيش جديد بالتنظيم والتدريب والتسليح والتمويل. وأميركا تزعم أن مهمته محاربة الارهاب، في حين أن الهدف الحقيقي له هو اعداد هذا الجيش الجديد ليكون جيش النظام الجديد في سوريا بعد سقوط النظام الحالي وبعد ضمان تصفية الارهاب! وبهذا المعنى يكون الجيش السوري الجديد الذي أنشأته أميركا هو جيش احتلال سوريا بقوات سورية بالنيابة عن أميركا!
***

لا تزال الفرصة متاحة أمام لبنان للخروج من كازينو القمار الأميركي للشرق الأوسط، دون انتظار نهاية اللعبة في أجل معروف. وثمن هذا الخروج الآن سيكون مقبولاً ومحتملاً بتنازلات غير مكلفة كثيراً بين الأطراف اللبنانية… اما الانغماس في لعبة القمار الأميركية عن قصد أو غير قصد، فسيرتب على الجميع وعلى لبنان، أثماناً ليس في مقدوره تحمل تبعاتها!