Beirut weather 26.88 ° C
تاريخ النشر June 29, 2017
A A A
ما تخلي شهادة إبنك تكون شهادة وفاة لإبن الجيران!
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

“للتذكير .. فراح بإبنك بس ما تخلي حدا يبكي على ابنو، الشهادة مش معركة لتقوص فيها، بحق الرصاصات اشتري شوكولا ووزع على ولاد الحارة بيصيرو يحبوك اكتر، عفكرة ما تفرح كتير انو ابنك اخد البريڤيه، هني يلي متخرجين من الجامعة ما عم بلاقوا شغل، ما تخلي شهادة إبنك تكون شهادة وفاة لإبن الجيران”.

كلها تغريدات دوّنها الناشطون اليوم على موقع “تويتر” على حساباتهم تفاعلاً مع هاشتاغ أطلقته المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي “#بتقبل_تقتل” في محاولة ولفتة للحد من حالات القتل المجاني الذي يزهق أرواح كثيرين في كل مناسبة ان كانت سعيدة أو حزينة خاصة وان وزير التربية مروان حمادة قد أعلن ان نتائج الشهادة المتوسطة ستصدر اليوم وكالعادة سيلجأ اللبنانيون الى اطلاق النار ابتهاجاً.

“بتقبل_تقتل” هو الهاشتاغ الذي حاز اليوم على الـtrend الاول، ويهدف أيضاً الى مشاركة الناس لقوى الامن بتوقيف مطلقي النار من خلال التبليغ عنهم، سواء من خلال الادلاء باسمائهم او بالتقاط صورة او مقطع فيديو لهم، وارساله فورا عبر خدمة “بلّغ” على موقع قوى الامن الداخلي الرسمي www.isf.gov.lb “.
عسى أن ينال جميع الطلاب هذه الشهادة كما يتمنون من دون أن تسجّل اي حالة وفاة.
في هذا السياق، أكدت أخصائية في علم النفس الاجتماعي لموقع “المرده” أن عادات اطلاق النار في المناسبات على أنواعها هي موروثة واللبناني بطبيعته يعبّر عن فرحه باطلاق الرصاص ليعلم الآخر بأن ابنه حقق انجازاً وفي طبعه يحبّ التباهي.
ولفتت الى أن هذا الاسلوب يعبّر عن عاطفة تفاعلية مع كل الاحداث التي يمرّ بها وهذه الظاهرة التي ترخي بثقلها على المجتمع اللبناني حصدت العديد من الضحايا في الآونة الاخيرة ولا زالت قائمة حتى اليوم ولا تجد آذاناً صاغية وحلاً جذرياً رغم مطالب الاهالي المفجوعين بالكفّ عن التعبير عن مشاعر البشر دون ادراك عواقب الفرح الزائد.
ورداً على سؤال حول ما اذا كانت عقوبة الاعدام تحدّ من هذه الظاهرة، اعتبرت ان هناك دولاً كثيرة متطورة تعتمد على هذه العقوبة في بعض ولاياتها نظراً لعدد الجرائم المتفاقمة من هنا يمكن للعقاب أن يجعل المواطنين يفكرون ملياً قبل التهور واطلاق النار.
لا أحد يتمنى الا أن يكون سعيداً ولكن كي لا يتحول الفرح الى مأساة “فرحوا وخلوا عقولكن معكن”.