Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر May 29, 2017
A A A
الحريري: ما بعد 19 حزيران ليس كما قبله

dbbgzyaw0aat6l9

 
رأى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ان “اللبناني يخسر من كرامته كل يوم ، عندما لا تضاء أنوار بيته، وعندما ترمى النفايات في شوارعه، وعندما يرى نفسه عاجزا عن مجاراة تطور العالم، إقتصاديا وتكنولوجيا”، مشيراً الى انه “هذه هي الحرب الحقيقية ، التي علينا خوض تحدياتها ،الحرب الاقتصادية والانمائية والمعيشية ،وهذه هي الحرب التي اخترت أن أخوضها في حكومتي”.

وقال حفل إفطار على شرف عدد من المسؤولين حضره الرئيس نبيه بري “هذه الحكومة أنجزت في وقت قياسي دراسة مشاريع مهمة ،وعلى رأسها النفايات والكهرباء والانترنت والنفط ، وأزمة النزوح السوري ، والحلول أصبحت جاهزة… تنتظر فقط صدور قرارات سياسية جريئة، بعيدا عن المحاصصة والطائفية ،وبعيدا بالتأكيد عن الفساد وشبهاته ،(وعن الذين تهبط عليهم فجأة صحوة النزاهة والشفافية.) وأنتم المسؤولون تجاه الناس ، أن تبادروا الى قرارات تاريخية ، أوتتمسكوا بسياسات الماضي ، التي لن تكون إلا على حساب مستقبل أبنائكم وبناتكم .”

اضاف: ” لبنان يحتاج الى حلول جذرية ،كالتي شهدها في التسعينات ،تبدأ بإعداد الدراسات المطلوبة، التي تواكبها ورشة تخطيط وتشريع ، تتكامل مع مراحل التنفيذ والتشغيل…هذه الحلول تتطلب حكمة وصبرا ومثابرة ،لكننا في النهاية سنربح حلولا مستدامة” .
وتابع: “الرائج اليوم ، أن تبدأ الانتقادات بعد أيام من تشكيل أي حكومة ،وتشن الحملات السياسية العشوائية ، بحجة الغيرة على مصلحة المواطن ،ودغدغة المشاعر الشعبوية واستغلال الناس انتخابيا”، لافتاً الى انه في الدول المتقدمة، تناقش المواضيع التقنية الدقيقة على طاولات العمل الرسمي ،فمن تهمه فعلا مصلحة البلد ، ولديه اقتراح او اعتراض ما، فان باب السرايا مفتوح أمامه في أي وقت، وانا شخصيا سآخذ كل نقد بعين الاعتبار.أما إقحام الرأي العام بتفاصيل، بعضها مزيف ، وبعضها الآخر يثار لأغراض سياسية ، دون الإستناد الى الأدلة المطلوبة ، فهذا أمر لا يعزز ثقة المواطن بالدولة ، ولا ثقة المستثمر بلبنان” .

وسأل: “فهل هناك من يريد للدولة أن تفشل ،ليبقى المواطن اللبناني رهينة بعض السياسات الخاطئة ؟المهل الدستورية ، أيها السادة ، تداهم الجميع ، وما بعد منتصف ليل التاسع عشر من حزيران ،لن يكون كما قبله . والخيار السليم الوحيد المطروح أمامنا ،هو الاتفاق على قانون انتخاب جديد ، عادل وشامل ،وخلاف ما يحلل البعض ، بأننا في العلن نريد التغيير ،ولكننا في الخفاء نماطل بهدف العودة الى قانون الستين أو التمديد، أقول لكم ، إنني على يقين تام ، بأن العودة الى قانون الستين أو التمديد ، سيشكل هزيمة لنا جميعا أمام قواعدنا الشعبية، ويعبر عن اهتراء سياسي ،لا يصب في مصلحتنا ومصلحة البلد”.

ووجه تحية الى الرئيس نبيه بري، الشاهد على ما اقوله وهو اكثر من يسعى مثلنا للتوصل الى قانون جديد وعصري للانتخابات.ولكي نكون واضحين، عندما اقول اننا سنصل الى قانون للانتخابات يعني اننا سنصل الى قانون للانتخابات، لان الفشل غير مسموح به”، كاشفاً: ” لقد اصبحنا قاب قوسين من التوصل الى ذلك، وانا تكلمت عن ذلك مرات عدة كذلك فعل فخامة الرئيس ودولة الرئيس بري. يجب ان نصل الى قانون الانتخابات هذا وسنصل اليه، وعندها سترون كيف سينهض البلد، فهذا الموضوع الوحيد الذي لا يزال يفصلنا عن الاستقرار الذي يجب ان نعيشه كل يوم في هذا البلد.
وناشد كل المنابر الاسلامية في العالم العربي لإعلان رمضان لهذا العام ، شهرا لنبذ التطرف ومكافحة الارهاب بكل أشكاله”، مضيفاً: “نحن في لبنان، نقف في الصفوف الأمامية لهذه المعركة ، والجيش اللبناني والقوى الأمنية تقوم بواجبها على أكمل وجه ،وتتصدى للتنظيمات الإرهابية في أوكارها، وحيثما تحاول التغلغل في مناطقنا، اننا نتطلع الى استكمال إمساك الجيش بكامل حدودنا الشرقية والشمالية لضبطها في الاتجاهين .والمسؤولية تفرض علينا مواكبة الجيش والقوى الأمنية ، المسؤولة حصرا ،عن حماية الاستقرار ، وتعزيز قدرات الدولة ومؤسساتها ، بمثل ما تفرض علينا واجب التضامن مع آلاف العائلات اللبنانية،التي تتحمل منذ سنوات ، عبء استضافة آلاف العائلات السورية التي أجبرتها نيران الكراهية والحرب على النزوح”.

واكد الحريري على أن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، لا يعبر عن الدولة اللبنانية وحكومتها ومؤسساتها الشرعية ، التي تلتزم ميثاق جامعة الدول العربية. وإن التحديات الناشئة عن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية ،تستدعينا الى التمسك بالتضامن العربي ،ورفض الاجراءات الإسرائيلية المعلنة لتهويد القدس الشريف ،والتي ستشكل تهديدا جديدا لمشاريع السلام،وخروجا على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة .